كل كائن حي خفقت الحياة في كيانه
وداعبت نسائمها قلبه
قُدِّر له أن يذوق طعم الموت
أن يدخل في الموت...
الحب الحقيقي هو ذلك الطفل البريء
يحيا الحياة لحظة بلحظة
لا ماض له ... فهو صفحة نقية كالثلج
ولا مستقبل ... فهو لا يعرف الخوف ولا يبحث عن الأمان
بل يعيش حاضره هنا والآن...
سيكبر الحب كما كبر ذلك الطفل
وستأتي لحظة يعرف فيها معنى الموت ... لأنه حي
حقا حي ... والحياة يقابلها الموت
كما يقابل القبح الجمال ... وكما يقابل الليل الصباح
إنه التكامل الوجودي...
في الصباح أفتح نافذتي فيدخل نسيم بارد ينعش قلبي
أستمتع به ... أحياه يخفق قلبي ويتناغم معه...
وعند المساء يرحل ذلك النسيم وكأنه لم يات
لكنه جدد نفسي ... أحياني
ذكّرني بأني كائن حي ...
ملأني بالنشوة وجعل قلبي يرقص ويغني
منتشيا كالطفل يحمل أحلامه البريئة...
رحل ؟
فليرحل... سأشكره لأنه زارني وأسعدني...
اللاحقيقي لا يموت... الشيء لا يموت...
وكيف له أن يتذوق طعم الموت وهو لم يعرف الحياة أصلا...
من لم يعرف الحياة فلن يعرف الموت...
لن أبحث عن الجماد، عن وردة البلاستيك التي لا تذبل...
وردتي الحقيقية تنعشني بعبقها الفواح
وعندما يأتي موعد الرحيل ...
أشكرها وأدعها ترحل بسلام...